كلمة القس مكاريوس موريس كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى

أبى الحبيب.. القس مينا رويس

فى سلام ومحبة المسيح أبعث إليك برسالتى, أكتبها بحبر قلم, وأنا واثق أن قلب يسوع ينقلها إليك فبينما أنت تسكن عالم السماء وأنا أسكن عالم الأرض إلا أن حب يسوع هى لغة مشتركة بيننا من خلالها نستطيع أن نتواصل.. سنة قد مضت, منذ يوم إنطلاقك إلى فردوس المسيح, يومها خلعت هذا الجسد الضعيف الذى كانت روحك القوية تستتر فيه.. فى هذا اليوم ألبستك الكنيسة ثياب التقديس, تماما كما فى قداس إحتفالى من أجل الأعياد, وهذه الثياب سوف لا تخلعها أبدا, فأنت من تلك اللحظات, إنقطع للزمن أن يكون له سلطان عليك, وإتحدت نفسك بالأبدى, الخروف القائم كأنه مذبوح, لتكن له وتخدمه إلى أبد الآبدين.

أبى الحبيب أود أن أشكرك على تعبك معنا لتعلمنا وتسلمنا كنوز وروائع الألحان الكنسية, تعلمنا يومها عمق التسبيح والصلاة بالروح ومن تلك الأيام تمسكنا بالكنيسة وأحببناها من كل قلوبنا.
لقد كانت حياتك على الأرض إنجيل معاش, كنت متضع جدا محتمل للجميع فلا أذكر إنى سمعتك يوما تتذمر أو تشتكى من صعوبة الخدمة, فقد رأيتك يا أبى تحارب وتواجه بضيقات كثيرة ولكن لم أسمعك أبدا تهاجم أو تنتقد هؤلاء المضيقين لك..

مازلت أذكر يا أبى تلك المرات القليلة التى صليت معك على مذبح مارمرقس, لقد إنطبعت فى قلبى صورتك وأنت تصلى و كأنك تركت الأرض وإرتفعت إلى العرش السماوى, كنت تنحنى وتقبل الجسد فى وقار ومهابة إرتسمت فى أعماقى حتى اليوم.
سلامى مع حبى مع عواطف كثيرة لا يشرحها إلا قلب يسوع المحبوب.

القس مكاريوس موريس 21/7/1998

العودة إلى الصفحة السابقة