" أما القسوس المدبرون حسنا فليحسبوا أهلا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتبعون فى الكلمة والتعليم " ( 1 تى 5 : 17 )

كلمات محبة إلى قدس أبونا مينا رويس:

العودة إلى الصفحة السابقة

كلمة الأستاذ جمال عازر سعد

من ذكريات أبونا الحبيب المبارك القس مينا رويس
كانت تربطنى بأبونا صلة قوية جدا لا يفصلها إلا الموت ولكن الموت كان أكبر مفرق للحبايب. ولكن هو كان سباق فى كل شئ حتى فى إنتقاله من هذا العالم الزائل إلى السماء ولما أكمل خدمته ذهب إلى بيته وتركنى بدون وداع... وكنت أحس فى أجازته الأخيرة هذه المرة أنه متشوق أن يعيش بيننا. فقلت له بصريح العبارة أيه رأيك يا أبونا مينا فى الغربة الثمانى سنوات التى قضيتها خارج الوطن الأم سواء فى إيطاليا أو أمريكا فقال لى وبتنهد الحياة تعب ولكن مافيش أحلى وأحسن من خدمة البساتين وشعبها الطيب...
ومرات كثيرة مرارا وتكرارا يحب الترانيم والمدائح القديمة يرددها بإستمرار لأنها محببة إلى نفسه ومعزية لنا وكان يتوق ويشتهى الواحد منا أن يسمعها من أبونا مينا بالذات بصوته الحنون الجذاب وبنبراته الجميلة كنا نحس أنها طغمة من الطغمات الملائكية بيننا وينقلنا بها من الأرض إلى السماء وذلك بسيمفونية رائعة.

وكان كل أجازة يجدد العهد الذى بيننا ويفكرنا بالأيام والليالى الطويلة التى قضيناها سويا معا سواء فى المعادى والبساتين أو مديرية التحرير ولكن كل ما أكتبه وأدونه بخط يدى شهادة حقيقية لأبونا مينا وأمانة قوية فى عنقى وكان لزاما على أن أكتب قليل من كثير جدا عن أبونا مينا, ولكن القلم يعجز عن الكتابة واللسان عن الوصف وكنت أعد الأيام والشهور التى يقضيها فى خدمته إلى أن يعود إلينا... ولكن هذا التجسيد يعبر عن إشتياقى الشديد لقدس أبونا مينا وكان فكرى وإحاسيسى متعلقة بأبونا مينا لأنه بادلنا الحب بالحب وتعلمنا المحبة منه وكيفية معاملة الناس وكان يحب البساطة والسماحة حتى فى أصب الظروف الحالكة التى تعرض لها.
حقا أنه كان صاحب القلب الكبير الذى يسع الكل بمحبة صادقة حقيقية وكان يتفانى ويبذل من أجل المسيح وأى إنسان كان يتعامل مع أبونا مينا عن قرب كان يلامس هذه الروح الطيبة السامية التى كان يتحلى بها أبونا مينا.

ولكن هيهات كان شغله الشاغل إخوة الرب الذى آل على عاتقه منذ أن أعطاه الرب خدمة الكهنوت أن لا يعطى لعينه نوما ولا لإجفانه نعاسا على أن يساعدنى الرب ويعمل فى ضعفى أن يسدد إحتياجهم وأعوازهم وكان يرضى الكل بمحبة مما أعطاه الله وكان الرب معه فى طلباته كان يقبلها قدامه, وكان يجول يصنع خيرا كمعلمه, وكان عنده سلام داخلى منقطع النظير وبلا حدود ولقد شرفنى الله كثيرا بمرافقة هذا الأب المبارك النشط الذى قد لا يجود الزمان بنظيره فى مواقع عدة.

لقد تكرس جهد أبونا مينا فى خدمة الأعضاء المتألمة فى جسد الكنيسة وهم الفقراء والمحتاجين والمتألمين من جراء الفقر والجهل والمرض لذا فلم يكن أبا لحفنة من البشر ولدهم بالجسد فقط... إنما أبوته إمتدت لكثيرين وكثيرات وكنا نلوذ به حين يطرق أبوابنا أبناء الكنيسة المحتاجين إلى يد الخير وكان خيرا يصنع الخير.

إن بيوتا كثيرة أغلقها الفقر وفتحها أبونا مينا... ونفوسا عديدة ساقها القنوط واليأس إلى حافة البؤس أعاد لها الإبتسامة.
والملح دائما يكون قليلا لما يوضع فيه كى يملحه فنحن ننظر إليك على إنك ملح لهذا الشعب. وإسترجعنا ذكريات ومذكرات كاهن خدم وجاهد بكل أمانة لذلك ينطبق عليه قول الكتاب "نعما أيها العبد الصالح والأمين.. كنت أمينا فى القليل وسأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك".
والرب نسأل أن يعيننا كما أعانك أذكرنا أمام الرب ليغفر لنا خطايانا... وداعا إلى أن نلقاك.

ومن بعض المواقف الصعبة التى تعرضنا لها ضعفى وقدس أبونا مينا رويس ملاك كنيسة رئيس الملائكة الجليل رافائيل أنه فى ذت ليلة وحوالى الساعة الحادية عشرة مساء من الليالى غير القمرية دخلنا أحد المزارع خطأ بسيارتنا الفيات... وفوجئنا بأصحاب المزرعة يتقدمون نحونا وكانوا فى غاية من الشراسة والعنف ولم يتفاهموا ولم يقبلوا أى نوع من الإعتذار أو الأسف ولم يعطونا فرصة لنشرح لهم كيف تم دخولنا خطأ مزرعتهم فى هذا الوقت المتأخر من الليل وذلك لعدم وضوح الرؤية وكانت مزرعتنا تبعد عن هذه المزرعة بحوالى 5 كيلو مترات وقاموا على الفور وأشهروا فى وجوهنا العصى والفئوس الخاصة بالزراعة بلا هوادة للتعدى علينا.

ولكن فوجئنا بيد الله تتقدم إلينا ومعونة سريعة من السماء تحرسنا فأرسل الرب إلينا سيارة نقل كبيرة محملة بالسماد الخاص بالزراعة فى هذا الوقت بالذات وتقف خلفنا بدون أن نسمع لها صوت وكأنها أتت من السماء وينزل منها ثلاث شبان وتدخلوا بسرعة خاطفة لإنهاء الصراع معنا بكل قلوبهم فنجد الجماعة التى كانت متحاملة علينا تفوق إلى رشدها وترجع إلى صوابها وتقدم إعتذارها وتتحول هذه النفوس الضعيفة التى كادت أن تفتك بنا إلى وتقدم إعتذارها وتتحول هذه النفوس الضعيفة التى كادت أن تفتك بنا إلى صداقة وصحابة قوية تقف بجانبنا وتقدم إلينا يد المساعدة فى كل الظروف وأصبحنا فيما بعد نتبادل الزيارات والمناسبات وتكبر المحبة يوم بعد يوم حتى أصبحت صرح كبير يتكلموا فيما بعد وإلى الزبد عن أبونا مينا بأنه رجل الله وغير طبعهم الوحشى إلى طبع آونى ويقدموا إستعدادهم لخدمته ومساعدته فى الليل قبل النهار.

إبنك المحتاج إلى صلواتك جمال عازر سعد, يارب إرحم
 

العودة إلى الصفحة السابقة

صورة للأب الورع المتنيح القس مينا رويس

"كريم أمام الرب موت قديسيه" (مز 115 )

الصفحة الرئيسية | نبذة عن أبونا مينا | كلمات إلى أبونا مينا | مديح أبونا مينا | صور أبونا مينا

راسلونا على البريد الإلكتونى الآتى: info@frminariwes.com

حقوق الطبع محفوظة © 1997-2012

FrMinaRiwes.com