كلمة حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا برنابا

أسقف أبرشية تورينو وتوابعها بإيطاليا فى الذكرى السنوية الثانية لنياحة القس مينا رويس

 فى الحقيقة لم أكن أتخيل أنه هكذا سريعا سيخبو هذا النجم الساطع والأب المحب القس مينا رويس الذى ترك فى قلوبنا وقلوب كل محبيه ذكريات لا يمكن أن يمحوها طول الزمان أو بعد المكان.

عرفت أبانا المتنيح القس مينا رويس حينما كلفنى قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث حفظه الله بالخدمة فى مدينة روما وبعض المدن الأخرى المجاورة لها وكان قد سبقنى للخدمة فى هذه البلاد المتنيح القس مينا رويس وأحسست للوهلة الأولى بالرغم من عدم معرفتى به سابقا كأننى أعرفه من زمن بعيد لما يمتازبه من بساطة فى التعامل وعدم تكلف وحب روحانى عجيب يستطيع أن يجذب إليه الجميع فكانه بمثابة أب لكل الشعب وكان خير تعبير عن هذا الحب حينما إضطرته ظروف تعليم أبنائه أن يترك إيطاليا ليخدم فى إحدى ولايات أمريكا كنا نرى كل أبنائه فى تأثر شديد لأنهم شعروا بمدى الخسارة التى لم تعوض بعد.

كان طاقة جبارة فى الخدمة برغم صعوبة الخدمة وبعد المسافات بين كل مدينة وأخرى لكنه كان يخدم بأمانة وحب غير مبال بتعب جسدى ولاطول الليالى التى كان يقضيها مسافرا من مدينة إلى أخرى ولا يرفض طلب إنسان بل كان بصبر عجيب وحب نادر يقبل الجميع فرحا بعودة الخاطئ التائب عاملا بالمبدأ الذى دائما ما يذكرنا به قداسة البابا شنوده الثالث: إن تعب الراعى إرتاحت الرعية وإن إرتاح الراعى تعبت الرعية. هنيئا لك يا أبانا المبارك بإكليل المجد الذى كنت دائما تطلبه وهنيئا لنا بك لأنك صرت لنا شفيعا فى السماء تطلب من أجلنا وسلام لروحك البارة الخالدة و المحبة التى جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى وحفظت الإيمان فى ذكراك الثانية, الله الذى أعانك فى خدمتك هو وحده القادر أن يعيننا حتى نكمل أيام غربتنا على الأرض بسلام ونفرح باللقاء فى السماء طالبين تعزيات السماء لأبنائه وزوجته ولأسرته ولكل أحبائه.

العودة إلى الصفحة السابقة